ســــيناء
" وَالتِين والزيتُونِ وَ طُور سِينِين وَ هَذا البَلد الأمِين "
قرآن كريم
كان ولابد أن أقوم بالكتابة عن شبه جزيرة سـيناء ولو جزء يسير عن الجـسر الذى يربط بين
قارتى أفريقيا وآسيا والمقبرة التى يُـدفن فيها من تُـسول له نفسه أن يعتدى على مصر التى خصها
الله بأربعـة حصـون منيعة من الجـهات الأربع فمن الشمال البحر المتوسط ومن الجنوب شلالات
النيـل وصحـراء ليبيا من الغرب وسـيناء من الشـرق ومنذ القدم وجميع الممالك والأمبراطوريات
والدول ألحقت سيناء بمصر عسكرياً وإدارياً ولم تزل إلى اليوم .
وقد عُـرفت سـيناء فى الآثـار المصريـة القديمة بإسـم " تشـويت " أى أرض الجدب والعراء
وفى الآثـار الأشـورية بإسـم " مجـان " ولعله تحـريف مديـن وهو إسم أطلقه العـرب على شـمال
الحجاز وجـنوبى فلسطـين وعُـرفت فى التوراة بإسم " حوريب " أى الخراب وعُـرفت فى القرآن
بإسم " طـور سـيناء " نسـبة إلى أشهر جبالها وذُكرت فى القرآن بضع مرات وقِيل أيضاً أن إسم
سـيناء مأخوذ من " سـين " بمعنى القـمر فى اللغة العبرانية نظراً إلى حُـسن الليـالى المقـمرة فيها
وهى رغم إتساعها وكثرة جبالها قليلة الأمطار وقليلة المياه قليلة النبت والزرع والسكان ( وفى
عصر السيد الرئيس / محـمـد حـسـنى مبارك زاد الإهتمام بسيناء زيادة كبيرة جداً والقيام بتشجيع
الأسـتثمار وإنشـاء أكـثر من منطـقة صـناعية ومناطـق حرة ومناطـق سياحية وإنشاء خـط سكـك
حديدية بل ومدها بشريان حياة من نهر النيل العظيم ) .
سيناء التى إشتق إسمها من اسم أقدم العبادات فى الشرق الأدنى ، وفى العالم على الإطلاق، عبادة الاله سين إله القمر لدى الساميين القدماء أسلاف العبريين والسوريان والعرب ، سيناء التى تقف كالديدبان يحرس الباب الشرقى لإقليم مصر ، والتى تمثل حلقة الوصل بين وادى النيل وبين وادى دجلة والفرات أى بين أهم مراكز المدنية القديمة الأولى والتى لا نعرف ونحن على أرضها ما إن كنا فى آسيا أو أفريقية ، سيناء التى تربط بين مشرق العروبة ومغربها ، هذه البقعة المباركة التى كَلم الله فيها موسى عليه السلام تكليما ، والتى ناجى فيها موسى ربه ، والتى إعتصم بها أوائل المسيحيين فى عهود الإضطهاد ، سيناء هذه جزء كريم عزيز لدى كل مصري و عربي .
لقد ظفرت سيناء بالخلود فى سجل الآثار المكتوبة ولا يكاد ينازعها فى ذلك قطر آخر كما ظفرت بالتقديس والإجلال فى الكتب السماوية ، فورد ذكرها متصلاً فى سفر الخروج ، وفى كتابات المسيحيين الأوائل ، وورد ذكرها أكثر من مرة فى القرآن الكريم .
ولعل أقدم ذكر لسيناء فى الآثار المكتوبة يرجع إلى الألف الثالثة قبل الميلاد حيث سجل فراعنة الأسرات الأولى رحلاتهم إليها بحثاً عن معدن النحاس وحجر الفيروز والزبرجد منذ فجر إستعمال البشرية للمعادن لأول مرو فى تاريخها وما صحب ذلك من إتساع أفق وطموح ، وهكذا منذ البداءة كانت سيناء مصدر ثروة مصر المعدنية ، كما هى فى الوقت الحالى .
سيناء هى طريق تحتمس الثالث ومن بعده الرعامسة إلى سوريا ، وهى الطريق الذى عبره عمرو بن العاص إلى مصر ، وهى طريق جيوش قطز التى سحقت جحافل المغول ، كما أنها طريق جيوش صلاح الدين لطرد الصليبيين من سوريا وفلسطين ، كما أنها طريق الطموحين من المماليك المصريين أمثال على بك الكبير ومحمد بك أبو الدهب نحو إعادة تكوين الأمبراطورية المصرية فى القرن الثامن عشر ، ثم هى أيضاً طريق نابليون لفتح الشرق وطريق جيوش اللنبى لضرب الأمبراطورية العثمانية فى الحرب العالمية الأولى .
تلك هى سيناء ومركزها فى الكتب السماوية ومركزها أيضاً فى تاريخ الهجرات البشرية التى عبرت مصر من الشرق وأهميتها فى التاريخ العسكرى لا لمصر وحدها بل للعالم أجمع ، ونحن إذ نهتم بسيناء فى الوقت الحاضر إنما نهتم بها لأهميتها الروحية فى حد ذاتها ولذكرياتها العزيزة الطاهرة فى مقدساتنا وفى تاريخنا ، كما نهتم بها لأهميتها الحربية ولأهميتها الأقتصادية.
تأخذ سـيناء شكل المثلث المعكوس قاعدته على البحر المتوسط وانقلب رأسه فدخل كالأسفين
فى رأس البحـر الأحـمر وشـطره إلى شطـرين هما خـليج العقـبة وخـليج السويـس وتمتد صحراء
ســيناء نحــو 150 ميـلاً شـرقاً وغـرباً ونحـو ضـعفى ذلك شـمالاً وجـنوباً والمساحة الكلية لشبه
جـزيرة سـيناء تقـدر بحـوالى 61.000كم2 ( 60.714كم2 ) أى حـوالى 6% فـقـط من المساحـة
الإجمالية للأراضى المصرية ويصل طول سواحلها إلى حوالى 700كم . وتنقسـم سيناء إلى ثلاثة
أقسام رئيسية : ( جنوب سيناء – وسط سيناء – شمال سيناء ) .
1. حنوب سيناء : وهى تمثل النصف الأكثر وعورة ويحدها شمالاً الخط الواصل بين الشط
غرباً وطابا شرقاً وشرقاً خليج العقبة وغرباً خـليج السويس وكانت تُـسمى
قديماً بلاد الطور .
2. وسط سيناء : هى المنطقة الوسطـى ويحدها الخط الواصل بين الشـط غرباً وطابا شرقاً
والطريق الأوسـط ( الإسماعـيلية أبو عـجيلة ) وخط الحـدود عند العوجة
شرقاً وقناة السويس غرباً وكانت تُـسمى قديماً ببلاد التيه .
3. شمال سيناء : وهـى الجـزء الباقى من شـبه الجـزيرة شمالاً حتى ساحل البحر المتوسط وكانت تُـسمى قديماً ببلاد العريش .
بالرغم من أنه لم تقم فى سيناء دولة أو أمة جعلت لها شأناً يستحق الذكر فى التاريخ فإســــم سـيناء أشـهر من نـار على عـلم ولها ذكـر جميل فى التوراة والقـرآن وأخذت شـهرتها من مناجم الفـيروز والنحـاس التى عـدنها الفـراعنة المصـريون فى بلاد الطور منذ عهد الدولة الأولى حتى عـهد الدولة العشـرين الفرعونية ثم كان المرور الشهير لبنى إسرائيل فى سيناء عند خروجهم من مصـر على يد موسـى عليه السـلام ونزول الوصايا العـشر عليه فى طـور سيناء فاعتبرت سيناء أرض مقـدسـة من قـبل كل مـن اليهـود والمسـيحـيين والمسـلميـن وكان فى سـيناء قـديماً طريقان تجاريان حربيان هما " طريق الفرما " على ساحل البحر المتوسط إلى الشام فالعراق و" طـريق
البتـراء " مخـترقاً بلاد الطـور إلى شـبه الجزيرة العربية ثم بعد الإسـلام قام فيها " طريق الحج "
مخترقاً بلاد التيه إلى شبه الجزيرة العربية .
وبدو سيناء يمثلون 75% من جملة البدو فى جهورية مصر العربية ، ويُقال أنه هاجر من العرب المسلمين 75 قبيلة من شبه الجزيرة العربية فى فترة الفتح الاسلامى وسكنوا مصر .
مساحة سيناء 61 ألف كم2.
" وَالتِين والزيتُونِ وَ طُور سِينِين وَ هَذا البَلد الأمِين "
قرآن كريم
كان ولابد أن أقوم بالكتابة عن شبه جزيرة سـيناء ولو جزء يسير عن الجـسر الذى يربط بين
قارتى أفريقيا وآسيا والمقبرة التى يُـدفن فيها من تُـسول له نفسه أن يعتدى على مصر التى خصها
الله بأربعـة حصـون منيعة من الجـهات الأربع فمن الشمال البحر المتوسط ومن الجنوب شلالات
النيـل وصحـراء ليبيا من الغرب وسـيناء من الشـرق ومنذ القدم وجميع الممالك والأمبراطوريات
والدول ألحقت سيناء بمصر عسكرياً وإدارياً ولم تزل إلى اليوم .
وقد عُـرفت سـيناء فى الآثـار المصريـة القديمة بإسـم " تشـويت " أى أرض الجدب والعراء
وفى الآثـار الأشـورية بإسـم " مجـان " ولعله تحـريف مديـن وهو إسم أطلقه العـرب على شـمال
الحجاز وجـنوبى فلسطـين وعُـرفت فى التوراة بإسم " حوريب " أى الخراب وعُـرفت فى القرآن
بإسم " طـور سـيناء " نسـبة إلى أشهر جبالها وذُكرت فى القرآن بضع مرات وقِيل أيضاً أن إسم
سـيناء مأخوذ من " سـين " بمعنى القـمر فى اللغة العبرانية نظراً إلى حُـسن الليـالى المقـمرة فيها
وهى رغم إتساعها وكثرة جبالها قليلة الأمطار وقليلة المياه قليلة النبت والزرع والسكان ( وفى
عصر السيد الرئيس / محـمـد حـسـنى مبارك زاد الإهتمام بسيناء زيادة كبيرة جداً والقيام بتشجيع
الأسـتثمار وإنشـاء أكـثر من منطـقة صـناعية ومناطـق حرة ومناطـق سياحية وإنشاء خـط سكـك
حديدية بل ومدها بشريان حياة من نهر النيل العظيم ) .
سيناء التى إشتق إسمها من اسم أقدم العبادات فى الشرق الأدنى ، وفى العالم على الإطلاق، عبادة الاله سين إله القمر لدى الساميين القدماء أسلاف العبريين والسوريان والعرب ، سيناء التى تقف كالديدبان يحرس الباب الشرقى لإقليم مصر ، والتى تمثل حلقة الوصل بين وادى النيل وبين وادى دجلة والفرات أى بين أهم مراكز المدنية القديمة الأولى والتى لا نعرف ونحن على أرضها ما إن كنا فى آسيا أو أفريقية ، سيناء التى تربط بين مشرق العروبة ومغربها ، هذه البقعة المباركة التى كَلم الله فيها موسى عليه السلام تكليما ، والتى ناجى فيها موسى ربه ، والتى إعتصم بها أوائل المسيحيين فى عهود الإضطهاد ، سيناء هذه جزء كريم عزيز لدى كل مصري و عربي .
لقد ظفرت سيناء بالخلود فى سجل الآثار المكتوبة ولا يكاد ينازعها فى ذلك قطر آخر كما ظفرت بالتقديس والإجلال فى الكتب السماوية ، فورد ذكرها متصلاً فى سفر الخروج ، وفى كتابات المسيحيين الأوائل ، وورد ذكرها أكثر من مرة فى القرآن الكريم .
ولعل أقدم ذكر لسيناء فى الآثار المكتوبة يرجع إلى الألف الثالثة قبل الميلاد حيث سجل فراعنة الأسرات الأولى رحلاتهم إليها بحثاً عن معدن النحاس وحجر الفيروز والزبرجد منذ فجر إستعمال البشرية للمعادن لأول مرو فى تاريخها وما صحب ذلك من إتساع أفق وطموح ، وهكذا منذ البداءة كانت سيناء مصدر ثروة مصر المعدنية ، كما هى فى الوقت الحالى .
سيناء هى طريق تحتمس الثالث ومن بعده الرعامسة إلى سوريا ، وهى الطريق الذى عبره عمرو بن العاص إلى مصر ، وهى طريق جيوش قطز التى سحقت جحافل المغول ، كما أنها طريق جيوش صلاح الدين لطرد الصليبيين من سوريا وفلسطين ، كما أنها طريق الطموحين من المماليك المصريين أمثال على بك الكبير ومحمد بك أبو الدهب نحو إعادة تكوين الأمبراطورية المصرية فى القرن الثامن عشر ، ثم هى أيضاً طريق نابليون لفتح الشرق وطريق جيوش اللنبى لضرب الأمبراطورية العثمانية فى الحرب العالمية الأولى .
تلك هى سيناء ومركزها فى الكتب السماوية ومركزها أيضاً فى تاريخ الهجرات البشرية التى عبرت مصر من الشرق وأهميتها فى التاريخ العسكرى لا لمصر وحدها بل للعالم أجمع ، ونحن إذ نهتم بسيناء فى الوقت الحاضر إنما نهتم بها لأهميتها الروحية فى حد ذاتها ولذكرياتها العزيزة الطاهرة فى مقدساتنا وفى تاريخنا ، كما نهتم بها لأهميتها الحربية ولأهميتها الأقتصادية.
تأخذ سـيناء شكل المثلث المعكوس قاعدته على البحر المتوسط وانقلب رأسه فدخل كالأسفين
فى رأس البحـر الأحـمر وشـطره إلى شطـرين هما خـليج العقـبة وخـليج السويـس وتمتد صحراء
ســيناء نحــو 150 ميـلاً شـرقاً وغـرباً ونحـو ضـعفى ذلك شـمالاً وجـنوباً والمساحة الكلية لشبه
جـزيرة سـيناء تقـدر بحـوالى 61.000كم2 ( 60.714كم2 ) أى حـوالى 6% فـقـط من المساحـة
الإجمالية للأراضى المصرية ويصل طول سواحلها إلى حوالى 700كم . وتنقسـم سيناء إلى ثلاثة
أقسام رئيسية : ( جنوب سيناء – وسط سيناء – شمال سيناء ) .
1. حنوب سيناء : وهى تمثل النصف الأكثر وعورة ويحدها شمالاً الخط الواصل بين الشط
غرباً وطابا شرقاً وشرقاً خليج العقبة وغرباً خـليج السويس وكانت تُـسمى
قديماً بلاد الطور .
2. وسط سيناء : هى المنطقة الوسطـى ويحدها الخط الواصل بين الشـط غرباً وطابا شرقاً
والطريق الأوسـط ( الإسماعـيلية أبو عـجيلة ) وخط الحـدود عند العوجة
شرقاً وقناة السويس غرباً وكانت تُـسمى قديماً ببلاد التيه .
3. شمال سيناء : وهـى الجـزء الباقى من شـبه الجـزيرة شمالاً حتى ساحل البحر المتوسط وكانت تُـسمى قديماً ببلاد العريش .
بالرغم من أنه لم تقم فى سيناء دولة أو أمة جعلت لها شأناً يستحق الذكر فى التاريخ فإســــم سـيناء أشـهر من نـار على عـلم ولها ذكـر جميل فى التوراة والقـرآن وأخذت شـهرتها من مناجم الفـيروز والنحـاس التى عـدنها الفـراعنة المصـريون فى بلاد الطور منذ عهد الدولة الأولى حتى عـهد الدولة العشـرين الفرعونية ثم كان المرور الشهير لبنى إسرائيل فى سيناء عند خروجهم من مصـر على يد موسـى عليه السـلام ونزول الوصايا العـشر عليه فى طـور سيناء فاعتبرت سيناء أرض مقـدسـة من قـبل كل مـن اليهـود والمسـيحـيين والمسـلميـن وكان فى سـيناء قـديماً طريقان تجاريان حربيان هما " طريق الفرما " على ساحل البحر المتوسط إلى الشام فالعراق و" طـريق
البتـراء " مخـترقاً بلاد الطـور إلى شـبه الجزيرة العربية ثم بعد الإسـلام قام فيها " طريق الحج "
مخترقاً بلاد التيه إلى شبه الجزيرة العربية .
وبدو سيناء يمثلون 75% من جملة البدو فى جهورية مصر العربية ، ويُقال أنه هاجر من العرب المسلمين 75 قبيلة من شبه الجزيرة العربية فى فترة الفتح الاسلامى وسكنوا مصر .
مساحة سيناء 61 ألف كم2.